صفة للمحبوبين إلى الله تعالى

✨  صفة للمحبوبين إلى الله تعالى ✨

قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف أحبّ عباد الله تعالى إليه:

“عِبَادَ اَللَّهِ: إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اَللَّهِ إِلَيْهِ عَبْداً:

۱٫ أَعَانَهُ اَللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ (أي قوّى عقله وغلّبه على نفسه الأمارة بالسوء)

۲٫ فَاسْتَشْعَرَ اَلْحُزْنَ (أي اتخذه شعاراً، والحزن هنا على ما فرّط في جنب الله واكتسب من الإثم…)

۳٫ وَتَجَلْبَبَ اَلْخَوْفَ (أي اتخذه جلباباً، والخوف هنا من الله تعالى والخشية من عقابه)

۴٫ فَزَهَرَ مِصْبَاحُ اَلْهُدَى فِي قَلْبِهِ (إشارة إلى شروق نور المعارف الإلهية على مرآة سرّه، وهو ثمرة الاستعداد بالحزن والخوف…)

۵٫ وَأَعَدَّ اَلْقِرَى لِيَوْمِهِ اَلنَّازِلِ بِهِ (القرى: الضيافة، وهي الأعمال الصالحة واليوم النازل به هو يوم القيامة…)

۶٫ فَقَرَّبَ عَلَى نَفْسِهِ اَلْبَعِيدَ (إما المقصود بالبعيد رحمة الله فإنّها بعيدة على غير مستحقها، والمستحق لقبولها قريبة منه… كما قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، وإما المراد بالبعيد هو الأمل الطويل في الدنيا وتقريبه له على نفسه يكون بذكر الموت)

۷٫ وَهَوَّنَ اَلشَّدِيدَ (والشديد إمّا أمر الآخرة وعذاب الجحيم وإمّا شدائد الدنيا من الفقر والاهتمام بالمصائب التي تنزل به…)

۸٫ نَظَرَ فَأَبْصَرَ (نظر أي تفكّر في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء، فأبصر: أي شاهد الحق سبحانه في عجائب مصنوعات بعين بصيرته)

۹٫ وَذَكَرَ فَاسْتَكْثَرَ (أي ذكر ربّه ومعاده فاستكثر من ذكره حتّى صار الذكر ملكة له… وهو باب عظيم من أبواب الجنّة)

۱۰٫ وَاِرْتَوَى مِنْ عَذْبٍ فُرَاتٍ (الفرات: صادق العذوبة، وقد شبّه العلوم والكمالات النفسانية التي تُفاض على العارف بالماء الزلال العذب…)

۱۱٫ سُهِّلَتْ لَهُ مَوَارِدُهُ (الموارد هنا هي موارد الكمالات الموصلة إلى الله تعالى من العلوم والأخلاق، ومعادن ومواطن هذه الكمالات هي النفوس الكاملة كالأنبياء والأولياء

۱۲٫ فَشَرِبَ نَهَلاً (النهل: الشرب من أول الورد والمعنى هنا أنّه أخذ تلك الكمالات سابقاً إليها كثيراً من أبناء نوعه…)

۱۳٫ وَسَلَكَ سَبِيلاً جَدَداً (الجدد: الأرض المستوية، والجدد هنا سبيل الله الواضح المستقيم العدل بين طرفي الإفراط والتفريط)

الشرح مُستفاد من كتاب “شرح نهج البلاغة” لكمال الدين ميثم البحراني رضوان الله تعالى عليه بتصرّف