كل شيء يدور حول محور ما.

كل شيء يدور حول محور ما.
من المنظومات الشمسية والمجرات، إلى الذرات التي هي أساس كل شيء.
قد لا تعي جميعها حقيقة دورانها، ولكن ذلك لا يغني عن واقعها شيئًا.

وقلوبنا أيضًا في حال دوران دائم.
دوران حول محور ما.
وقد لا نعي دورانها أيضًا،
ونتوهم شيئًا ويكون واقعها شيء آخر.

فهناك محور ظاهر تعمل أذهاننا على اقناعنا بأنّ قلوبنا تدور حوله؛
وذلك لأنّه يتناسب مع ما نصنفه على أنّه صواب وصحيح.

وهناك محور مبطن نستطيع معرفته بشيء من التأمل؛
فنسمح لأنفسنا بأن نرى بعض من التناقض بين ما نحن مقتنعون بصحته وواقع ما نحن عليه.

وهناك محور لطيف خفي عميق؛
هو حقيقة ما تدور قلوبنا حوله.

هذا المحور هو الذي يحمل السر.
فمن جهة يعرف بأنّ الوجود بأكمله يدور حول الله، وبأنّ الدوران حول محور غير الله ضياع؛
ومن جهة أخرى يعرف بلاؤه الذي يجذبه نحو نقيضه جاه كان ذلك البلاء او مال أو حب راحة أو تكبر أو غرور أو أي شئ آخر.

وهذه مساحة نحتاج فيها للطف الله لكي نتمكن من الوصول إليها ومعرفتها والإذعان بحقيقة بلاؤنا الخاص بنا.
ونتمكن من رؤية تفاصيل الخيوط التي تربط قلوبنا به حتى نتمكن من صناعة الفأس الذي يقطع جذوره.

وليس أجمل من التمسك بحبل الله في شهر الله والتضرع إلى الرحمن ليمسك بأيدينا:
ويعين قلوبنا لتنجذب نحوه وتدور حوله.

فيكون ورد قلوبنا “اللهم ارزقني حبك، وحب كل من يحبك، وكل ما يقربني إلى حبك”.🌷