لكل شيء ربيع ولعمرك ربيع

لكل شيء ربيع
ولعمرك ربيع

فإن قلت بأنّ ربيع عمرك قد فات لأنّه كان في شبابك المنصرم

فذلك يعني بأنّ ليس لديك ما يزهر بعد يومك هذا

فذلك موت يختبئ في تابوت متحرك

وذلك لا يليق بك البتة

وإن قلت بأنّ ربيع عمرك آت مستقبلًا

فذلك يعني بأنّك تترك يومك الذي بين يديك يذهب سدى، على أمل مستقبل لا تضمن منه شيئًا

فلن تحصل على ثمر بعده

فما لا تزرعه لا تحصده

وإن قلت بأنّك تعيش ربيع عمرك الآن

فتأكد من أنك تعيش ربيع سمو روحك وليس تحقيق أهواءك

فبين هذا وذاك فرق بين السعادة والشقاء

فمهما كان عمرك الآن، فأنت تمتلك هذه اللحظة

وهذه اللحظة ثمينة بشكل لا يقدر وذلك لأنّها بين يديك

وأيضًا لأنّك في شهر رمضان وفي ضيافة الرحمن

وأيضًا لأنّ ليلة القدر تنتظرك لترسم لنفسك قدرًا يليق بالنفخة التي أودعها الله فيك

ولديك فسحة تمتد من هذه اللحظة إلى ليلة القدر لتسأل تلك النفخة ماذا تريد منك؟

وكيف لنفسك أن تتهذب، فتعرف كيف تنشرح؟

وكيف لطاقاتك أن تنطلق فيصنع وجودك بها في الكون فرقًا؟

وكيف لإنسانيتك أن تشرق، فتثبت للعالم الحائر بأنّ الخير لازال قويًا واثقًا؟

وكيف لبصمتك أن تُطبع، فترحل من هذا العالم وتبقى بصمتك ترسم بسمات في القلوب؟

فتأخذ إجابات أسئلتك، وتصنع منها بذورًا تعجنها بالمحبة وتضعها في كتاب

وترعاها بقلمك وقلبك وعقلك وكل ما تملك

وتسأل الله أن يشرح صدرك ويعينك

فتغرس تلك البذور في أرض قلبك

وترويها بعملك وشوقك وشغفك

فتصنع ربيع عمرك رويدًا رويدًا

وترحل معها غيوم البؤس واليأس السوداء عن سماء قلبك

وتصبح حياتك ما بعد ذلك الربيع لا تشبه قبله أبدًا

وسترى بأنّ الانشراح الذي يتغلغل في ثنايا وجودك ينعش قلبك بذكر الرحمن مع كل زهرة تزهر في ذلك الربيع

فاغتنم لأجل ذلك لحظتك هذه

ولا تنتظر تلك التي تليها.🌷