خانه / مناجات الحکم / الوعي الكوني: الإنغماس بالمحبّة

الوعي الكوني: الإنغماس بالمحبّة

الوعي الكوني: الإنغماس بالمحبّة

المحبة جوهر الوجود، وكلما كان القلب منغمسًا في المحبة كان متصلًا بالوجود بأكمله. وحين يكون القلب كذلك فهو لا يرى انفصالًا بينه وبين شيء، ولا يستثنى من ذلك حتى أولئك الذين يقومون بما هو مؤذي لأنفسهم وللآخرين. فأرقى حالات الانغماس بالمحبّة والاتصال الكوني تكون حين لا يكتفي القلب بأن يعيش المحبة والاتصال وحده، بل يبحث عن قلب آخر ليرفعه، وليذكّره بمن يكون وما خُلق من أجله، ويريد له أن يتصل بجمال الخالق ليتمكّن من تذوق شيء من محبّة الله التي تتجلى بصور مختلفة. والألم كل الألم يكون نصيب ذلك القلب ليس لأنّه تعب وأُنهك ولم يرى جدوى من محاولاته لتحريك ذلك القلب المعاند ليرى حقيقة الوجود، ولكن ألمه ناتج عن أنّ ذلك القلب المعاند كان بإمكانه أن يكون في المكانة التي دعاه الله إليها بمحبة ورحمة، ولكنّه اختار طريق بعد وشقاء. وحين يكون قلب المصلح يحمل ذرة من تلك المحبّة، فسيكون من الصعب عليه أن يسد الطريق على قلبه الباحث عن ثغرات شقاء في قلوب الآخرين من أجل أن يصب فيها ما يربطهم بمحبة الله ورحمته.

يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: “إنّي كلّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (۷) – نوح”.

وسؤال نفسك عندما ترى ظالمًا لنفسه ولغيره: “كيف أستطيع أن أرتقي بهمّي مع من اختار الشقاء لنفسه اكي لا ينحصر على توقف ظلمه، بل لينظر لقلبه ليفتح له بابًا يلمس فيه رحمة خالقه التي وسعت كل شئ؟”.🌼

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *