الوعي الكوني: خلق الله للإنسان
ليس فقط خلق الله ليس عبثًا، بل معاني محملة بالجمال والسعة وما يصعب على العقل فهمه. فالعقل يفهم بقدر أدراك القلب. وإدراك القلب لمعاني خلق الله للإنسان والمرتبة التي يريد خالقه له أن يصل إليها ليصبح خليفته على الأرض تختلف باختلاف جمال القلب وسموه. فله أن يرتفع من مستوى الابتعاد عن الذنوب والمحرمات، لمرتبة يقوم بها بأعمال جيدة، لمرتبة يحبّ فيها الخير للناس ويمكنه أن يضحى بنفيس ما يملك في سبيل ترسيخ قيمة يحبها الله، لمرتبة يتصل قلبه بمشيئة الله فيكون ما يشاؤه يمضي في اتجاه واحد مع ما يشاء الله، وبعدها مراتب أعلى وأسمى… فمن المستحيل أن تمر على الإنسان لحظة لا يجد أمامه مستوى أرفع من الجمال والسمو بحيث يمكن لقلبه أن ينبض شوقًا للوصول إليه. وفي عمق ذلك الجمال والسمو تكمن أسرار من مستوى آخر لمعنى الخلق ينعش القلب، ويثير الوجد في النفس.
يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: ” أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (۱۱۵) – المؤمنون”.
وسؤال نفسك في كل وقت: “ما هو المستوى الأرقى من الاتصال بالله الذي يمكن لقلبي أن يصل إليه ليُدرك معان أكبر وأوسع بما يتعلق بخلق الله؟”.🌼