الوعي الكوني: سمو وانشراح بعد ضيق
لا تخلو الأيام من أحداث ومواقف من الممكن أن تكون مؤذية وشديدة لدرجة أنّها قد تصور للإنسان بأنّ أبواب الدنيا قد أُغلقت، وبأنّ الفرج بات أقرب للمستحيل، وبأنّ الوضع المؤلم الحالي مستدام لن تكون له نهاية. وذلك الشعور يحمّل القلب ثقلًا ويقبضه، فيصبح عاجزًا عن تحمل ذلك الثقل من جهة، ولا يترك الانقباض له مجالًا لكي يرمي بذلك الثقل خارجه من جهة أخرى. والله تعالى بلطفه ورحمته علّم رسوله وصفة للتعامل مع ضيق الصدر، ومنّ علينا بإخبارنا إياها. فهي وصفة تمنح الإنسان سبيلًا ليشرح صدره بعد ضيقه بما يرفعه مرتبة أعلى في العبودية تحرره من تأثيرات المواقف والأحداث مهما كانت مؤلمة وعميقة. فيسبح بحمد الله لتتصل روحه بخالقه ويستشعر شيء من عظمة الله ورحمته، ويسجد لله بقلب شاكر متواضع لتلك العظمة والرحمة. فذلك دواء لا يشرح الصدر فقط، بل يسمو به لوعي أكبر وإدراك أجمل أيضًا.
يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ- الحجر۹۸،۹۷”.
وسؤال نفسك والطلب منها أن تأتي ببرهانها عندما تشعر بضيق وانقباض: “ما هي الأفكار التي يمكن أن أديرها في ذهني لتمكنني من التسبيح بحمد الله بوعي والشعور بعظمته، وفي ذات الوقت يتواضع قلبي ويتملكه شعور أعمق بالعبودية لله مع كل سجدة؟”.🌼