خانه / مناجات الحکم / الإنسان الكوني: كفارة القصور

الإنسان الكوني: كفارة القصور

الإنسان الكوني: كفارة القصور

كان بالإمكان أن نكون مكان أيّ شخص في العالم لا يملك قوت يومه، ولا يعرف حتى كتابة اسمه، وليس لديه من التجارب الحياتية سوى تلك التي تكرس ضعفه وعجزه. ولكنّنا الآن لسنا كذلك، نستطيع أن نقرأ ونتعلّم، ونتعرف على تجارب عديدة من حياة الآخرين ساهمت في تخطيهم لمشاكلهم المختلفة. ومع كل ما نمتلك من مصادر معرفية بداخلنا وما نستطيع أن نصل إليه، فنحن مقصّرون ظالمون لأنفسنا، ومن شبه المستحيل أن نتمكن من تبرأة أنفسنا من ظلم غيرنا أيضًا. فحين نرى خطأ الآخر، والسبل المختلفة التي يعبر فيها عن ضعفه البشري وقصوره في طلب العلا، فبدل من أن نصب تركيزنا على ضعفه وتسفيه تفكيره واستنكار طريقه وطريقته، فإنّه من الأجدر بنا ان نصبّ جام تركيزنا على أنفسنا وعلى قصورنا، ودفع كفارة ذلك القصور الموجود بداخلنا على الرغم من تلك العلوم والمعارف والمفاتيح التي أنعم الله بها علينا. فننظر للمخطئ بتواضع جمّ دون ذرة استعلاء نتوهم من خلالها بأنّنا إذا لم نكن قد ارتكبنا ذلك الخطأ بالتحديد فهو لأن ذواتنا أسمى منه. فيمكننا ان ندفع لكل قصور استنكرناه من أحد كفارتان، الأولى لصلاح القلب تدفعنا نحو رؤية نقصنا والتواضع لله، والأخرى للإصلاح والمساهمة في رفع المخطئ بلطف وحفظ كرامته.

يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: ” {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(القصص/۱۶).

وسؤال نفسك والطلب منها أن تأتي ببرهانها عندما يستنكر قلبك خطأ أو ظلم ارتكبه الآخر: “ما هي النعم التي منّ الله بها علي من علوم ومعارف وقيم ساعدتني على البعد عن ذلك الخطأ بالتحديد، وماذا يمكنني أن أعطي ذلك الشخص أو العالم لتتقلص احتمالات ارتكاب ذلك الخطأ ككفارة للقصور الذي أحمل؟”.🌼

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *