نبتسم عند ولادة طفل، ونحن نعلم بأنّه تحمل ضغوطًا حتى رأت عيناه النور. ولأنّنا ندرك ما مر به من تحول جوهري، نرى تلك العملية تستحق.
ونشعر بالسلام ونحن نرى دودة مخنوقة في شرنقتها بلا حراك حتى تتحوّل لفراشة. ولأنّنا ندرك ما تمر به من تحول جوهري، نرى تلك العملية تستحق.
والعجيب، أنّه يصعب علينا أن نرى أنفسنا في حالة صبر ننتظر تحوّلنا لنصبح في بُعد أسمى روحيًا وأرقى إنسانيًا بما يفوق إدراكنا. ولا نرى تلك العملية تستحق.
فتحوّل إنسان لبُعد أسمى وأرقى في الروح والإنسانية يصحبه تحرّر من اسر بداخله لامحاله. ولابد لتلك العملية من ضغط وألم.
لذا فهو بحاجة لصبر جميل وثقة بأنّه في مسير التحرّر حتى ولو لم يتمكن من تصور نفسه بعد ذلك التحرر.
فلو وصف للطفل العالم خارج الظلمات التي يعيشها، ووصف لدودة القز شعور النظر للأرض من السماء بأجنحة مفرودة، لما استطاع حتى خيالهما ان يصل لجزء من حقيقة ما سيكونان عليه بعد تحولهما الجوهري.
فالله يقول لنا: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، فاصبر على الذكر بقلبك وعقلك وعملك لتتحول جوهريًا وتنتقل لبُعد آخر لم تكن قد جربته أو تخيلته قط.
فصحيح أنّك لا تستطيع إدراك جميل حالك بعد تحولك الجوهري، ولكنّك تستطيع الثقة بوجوده، والصبر بالعمل والأمل على الضغوطات والآلام المصاحبة لذلك التحوّل المنشرح الجميل.🌹