هداية

 

هداية

 

هناك أشرار ممن يستغلون مواقعهم وقوّتهم ونفوذهم لإيقاع الأذى بالآخرين

ولا يتورعون من دهس كل مَن يحسبونه عقبة في طريقهم بلا رحمة

ولكنّهم قلّة مقارنة بأولئك الذين يُؤذون لأنّهم انجرّفوا مع موج الهوى والأنانية

ويولّد أذاهم حرماناً وغضباً لدى الآخر الذي ربّما يصل لدرجة…

يتمنى معها إرجاع الأذى عليهم بالانتقام

فيتربّص بهم…

وقد يجتهد ليذيقهم ذات الأذى والحرمان أو أشد

وإن لم يتمكّن من ذلك… يأخذ دوراً في التحريض على إيذائهم

ويشعر بالرضا من أعماق قلبه عندما يرى الألم في عينيهم

 

وبقليل من تأمّل لو سأل نفسه…

هل ازدياد بؤس شخص في هذه الدنيا ينفع أحداً شيئاً، وهل يُسترد معه حقّاً؟

هل يفعل شيئاً سوى أنّه يضيف ألماً على الألم المتراكم في العالم؟

وهل الألم يُمحَى أو يُشفَى بخَلق مزيد من الألم؟

 

إنّ العالم بحاجة لمزيد من السلام وليس لمزيد من الألم

وذلك لا يمكن أن يتحقّق…

إلا بوضع عصي في عجلة ماكنة صنع الألم والأذى المسعورة

تلك الماكنة التي تأخذ شرارة صغيرة وتكاثرها وتزيدها عتمة وأشواكاً

وتصنع منها أشكالا وأنواعاً مختلفة من الألم التقليدي والمبتكر

 

ولا توجد عصاً أكثر فاعلية لإيقاف هذه الماكنة سوى تذكّر الرسالة الإنسانية

والتفكير المشفق بذاك المخطئ، الذي ظلم نفسه أكثر بكثير مما ظلم غيره

فبالقدر الذي يؤذي الإنسان أخاه الإنسان يتأذّى، ولكن بشكل أشد وأعمق

تلك هي النواميس الكونية

 

فلو استطعنا أن نتمنّى لأولئك المخطئين من قلب مشفق ودعاء صادق…

أن يوفقهم الله ليفهموا دورهم الإنساني…

ويصلوا لما أراد الله لهم، وليس ما تمناه الشيطان لهم

لمضت الحياة بشكل مختلف

 

وهذا لا يعني عدم استرداد الحقوق وتصحيح الأوضاع الخاطئة

بل يعني أن لا نقوم بإعادة تدوير الألم والأذى

وأن نساهم فيما يُرجع المخطئين لمراجعة لأنفسهم

ويكون لنا دور في تصحيح مسارهم والعمل لما يُوصلهم للحق

فربما أصبحوا هم أيضا مشعلاً للرسالة الإنسانية

فنربح نحن… وهم… والعالم كلّه.

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *