في قرية صغيرة، كانت توجد بحيرة تعجّ بالحياة ويسبح فيها السمك والبط والإوز. مع دخول نمط الاستهلاك العشوائي للقريّة، أخذ الأطفال ومعهم بعض الكبار يرمون الأوساخ بداخل البحيرة، فأصبحت تتسخ يومًا بعد يوم.
وبعد فترة، رأى الناس بأنّ البحيرة أصابها بعض الخلل. فالماء لم يعد صافيًا كما كان، والكثير من السمك بدأ يموت، ومع ذلك كانت الإوزات تدور في البحيرة بهدوء.
فأراد الجد استثمار ذلك المشهد المؤلم لتعليم حفيده درسًا في الحياة، فقال له: الدنيا كما هذه البحيرة، قد تكون مليئة بالأوساخ كالظلم وكسر العهود والتجاوزات وغيرها الكثير، فإن غصت فيها ستشرب منها مثل ذلك السمك الذي شرب من هذه البحيرة التي أصبحت سامّة مما فيها، وستصبح تلك الأوساخ جزء منك.
ولكن إن كنت تعيش في الدنيا دون أن تغوص، كما تفعل تلك الوزة التي في ريشها شمع يحميها من أن يدخل ذلك الماء المتسخ إليها، فإنك تستطيع أن تحافظ على هدوئك ونقاؤك مهما كان الظلم والجور موجودًا حولك.
بل وأكثر من ذلك، تستطيع أن تكون كما تلك الوزّة تذكّر الناس دائمًا بأنّ هناك أمل لرجوع الحياة للبحيرة واسترجاع جمالها وتحفزهم للعمل من أجل ذلك.🌸