اسرار الوضوء ۲

من أوراق النور 💡 ✒

اسرار الوضوء ۲🌟

🌟عن الإمام الرضا عليه السلام : إنما أمر بالوضوء ليكون العبد طاهر اذا قام بين يدي الجبار و عند مناجاته اياه مطيعا له في ما أمره ، نقيا من الإدناس و النجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل و طرد النعاس و تذكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار …
🌟 إنما وجب على الوجه و اليدين و الرأس و الرجلين لأن العبد إذا قام بين يدي الله فبوجهه يسجد و يخضع و بيده يسأل و يرغب و يرهب و برأسه يستقبله في ركوعه و سجوده و برجله يقوم و يقعد ..

🌟ليعلم أن كل صلاة للسالكين إلى الله مشروطه بطهارة خاصة لتلك الصلاة و بدونها لا يمكن التوصل إلى الصلاة كما قال الله تعالى : ” لا يمسه إلا المطهرون ” فلا يمس ظاهره إلا أهل الطهارة الظاهرية و لا يمس باطنه إلا أهل الطهارة السرية …
🌟 و كما أن الله تعالى لن يهمل الطهور الظاهر
و تنظيف الشر و طهارة اللباس و البدن و لم يهمل أيضا الآداب الظاهرية التي هي أعم من المعاشات
و المعاملات و جعل الطهارة في كل شي وشرط لتحقق الصلاة أو شرطا لكمالها …
فغير الممكن من رب حكيم قدير بعد كل هذا أن يهمل طهارة القلب و تنظيف الباطن و تنزيهه من الأوساخ المعنوية التي لا تقاس بشي .. و التي تكون سببا في الهلاك الأبدي و الظلمة و الكدورة و الضغطة الدائمة و ان يهمل طهارة لباس التقوى الذي هو خير الألبسة من التلوث و طهارة العقل من الآراء و المعتقدات الفاسدة المهلكة …ففي كل الكتب السماوية و رسالات الأنبياء و الرسل و الأولياء و آثارهم نرى الاهتمام بتطهير القلوب أكثر منه بتطهير الظواهر …
قال الله تعالى : ” إلا من أتى الله بقلب سليم ”
🌟 فمن جملة المهمات التي لابد للإنسان أن يقوم بها بكل عدة و مجاهدة و يخلص نفسه من قبحها و عارها هو تطهير القلب من القاذورات المعنوية و الأوساخ الخلقية …. قال الله تعالى ” إنما يتقبل الله من المتقين ” إن التقوى مطلقا من شرائط قبول الصلاة …. و تقوى الباطن هي تطهير الباطن من ذمائم الأخلاق كالكبر و الحسد و الغفلة و الكسل و الحقد و الشك و الفتنة و الكذب و الغيبة و النميمة …
.
أسرار الصلاة
العلامة زين الدين العاملي