صراط الآخرة 🌖 ۴

من أوراق النور 🌋🚩🌖

صراط الآخرة 🌖 ۴

🚩صراط الإنسان في الدنيا .. سوف يتجلّى في الآخرة في يوم القيامة: جسراً ممدوداً على متن جهنّم، لابدّ للوصول إلى نعيم الجِنان من المرور عليه. … أي أنّ الصراط الأُخرويّ هو امتداد لصراط الإنسان في حياته الأرضيّة، بل هو نفسه قد تجسّد ظاهراً للعيان في عالم الانكشاف الأخرويّ المبين.

🚩 وهو جسر تصفه الروايات بأنّه مظلم، يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم. ويصوّر حديث للإمام الصادق عليه السّلام مسير الناس آنذاك على الصراط:
– هو أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف
-فمنهم مَن يمرّ عليه مثلَ البرق.
– ومنهم مَن يمرّ عليه مثلَ عَدْو الفَرَس.
– ومنهم من يمرّ عليه ماشياً.
– ومنهم من يمرّ عليه حَبْواً.
– ومنهم من يمرّ عليه متعلّقاً.. فتأخذ النار منه شيئاً، وتترك منه شيئاً…
وهذا المرور معتمد في ـ السرعةً والبُطءً ـ بقدر نور الإنسان ، وتتفاوت سرعة المشي بتفاوت نور اليقين، ذلك أنّ المعرفة اليقينيّة والأعمال الخالصة هي في حقيقتها الوجوديّة أنوار، ولا يسعى المؤمنون إلى لقاء الله إلاّ بقوّة أنوارهم…
قال تعالى: (   يومَ تَرى المؤمنينَ والمؤمناتِ يَسعى نورُهم بين أيديهم وبأيمانِهم  ) .
والنور هناك ليس «بكثرة الأعمال. إنّما النور بعِظَم الأعمال. وإنّما يَعظُم نور العمل على قدر ما في القلب من نور القُربة. وكلّ نور أقرب إلى الله فهو أقوى وأنوَر. فكم مِن رجُل قلّ عمله هناك، سبق إلى الجنّة مَن هو أربى منه أضعافاً مضاعفة. ألاَ ترى إلى قوله صلّ الله عليه وآله لمعاذ بن جبل:
( خلِّص.. يَكفِك القليل من العمل )…

يتبع 🌂