خانه / مناجات الحکم / *🩸هل هناك قسوة في عقاب الله [عز وجلّ] ؟*

*🩸هل هناك قسوة في عقاب الله [عز وجلّ] ؟*

*🩸هل هناك قسوة في عقاب الله [عز وجلّ] ؟*

*نص الشبهة*: لماذا يعاقب الله سبحانه الناس ، خصوصاً بهذا الحجم من القسوة فإنه إذا كان رحيماً ، فلماذا لا يعفو عنهم . . أم يعقل أن يكون تعالى يريد التشفي بالمذنبين ، بتعريضهم للعقوبات القاسية ؟!

الجواب: من سماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي [قدس سره]:
بسمه تعالى ، وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله . .

وبعد . .
فإن العقوبة للمذنب هي مقتضى العدل الإلهي . . والعقوبة رحمة للبشر ، لأنها تردع أصحاب الأهواء وتمنعهم من تدمير حياة الناس ، ومن تضييع الغاية من الخلق ، و الأهداف الإلهية الكبرى . .
وفيها أيضاً شفاء لصدور قوم مؤمنين ، مظلومين مضطهدين . . لا بد من شفائها ، إذ بدون ذلك ، فإن حق هذا الفريق من الناس سوف يضيع ، وحاشا لله سبحانه أن يضيع حق أحد . .

ولا شك أن الجزاء الإلهي هو بمقدار الاستحقاق في العقوبات ، وبمزيد من التفضل والتكرم في المثوبات وأما الحديث عن رحمة الله سبحانه . . فهو إنما يصح ، حيث يستحق ذلك العاصي الرفق والرحمة ، وذلك إنما يكون في صورة ما لو كان العصيان قد جاء بسبب غلبة الهوى ، والاغترار بستر الله المرخى عليه . .

أما إذا كان يمارس المعصية استخفافاً بالله سبحانه ، أو تعمداً لهتك حرمته تعالى ، والطغيان والتمرد عليه ، ومبارزته في سلطانه . . فإن الرحمة بهذا النوع من الناس لا تنسجم مع الحكمة الإلهية . . وهي توجب بطلان التكليف ، وسقوط نظام الحياة من أساسه . . ولم يكن ثمة من دافع للطاعة ، ولا رادع عن المعصية . .

وأما بالنسبة للتشفي الإلهي فحاشا ، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ، إذ ليست العقوبة الإلهية بالأمر الذي يعود نفعه على الله سبحانه ، وإنما هي أعمال العباد ترد إليهم ، وتعود آثارها عليهم . .

قال تعالى : ﴿ … وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾.
والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.
_____________________________
مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، للسيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الثانية » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، ۱۴۲۳ ۲۰۰۲ ، السؤال (۹۴) .
🍃

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *