@التأدُّب مع رب العالمين@
الإنسان إذا كان يتتلمذ على يد معلِّمٍ أو مُربٍّ، فإن أفضل صفة ينبغي على التلميذ أن يتحلّى بها هي صفة التأدُّب الباطني، فإن التأدُّب الباطني هو السبيل والمفتاح لتحصيل الخيرات والبركات والفيوضات، وهو باب الاستفادة من المعلم أو المربي.
وإذا كان الأدب الباطني مع المربي البشري هو الوسيلة ليبلُغ التلميذ كل الخيرات، فكيف بالتعامل مع رب العالمين؟!
إن تعامُل العبد مع رب العالمين ليكون تعاملاً ناجحًا، ويصل العبد من خلاله لأعلى مراتب الكمال، عليه -أي العبد- أن يكون في أعلى درجات التأدُّب الباطني، والخضوع الداخلي، والتسليم الحقيقي لله عز وجل.
ويمكننا أن نقيس مقدار تأدُّبنا الباطني مع الله عز وجل من خلال تلقينا للخطاب الإلهي في القرآن الكريم، فهل نحن عندما نقرأ آيةً من آيات الذكر الحكيم نتفاعل باطنيًا معها؟ هل يتغير سلوكنا انسجامًا وامتثالاً للآيات القرآنية؟
الله سبحانه وتعالى يدعونا لأن نتفاعل باطنيًا مع خطابه، ونخشع عند ذكر آياته، فهو في كتابه الكريم يقول: (الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً)[۱].
وبمقدار احترامنا وامتثالنا للآيات القرآنية، أي الخطاب الإلهي، يكون تنزُّل الفيض علينا والرحمة والبركة.
نسأل الله عز وجل أن يرزُقنا التأدب الباطني معه سبحانه بحق أديب الله النبي محمد (ص).
[١]سورة الإسراء.