يتكلّم الله معنا بحديث نفهمه

يتكلّم الله معنا بحديث نفهمه
وبلغة نعرفها
والكون بأكمله كتاب الله تعالى لنا

فكل ما تقع أعيننا عليه هو جزء من ذلك الكتاب
وكل ما نسمعه هو جزء منه أيضًا
وكل التفاعلات القائمة في أنفسنا وخارجها هي جزء منه كذلك

فنحن نعرف كيف نقرأ كتاب الكون
فذلك محفور بداخلنا، وهو جزء من تكويننا

ولكن ما نحتاجه هو قرار فقط…
قرار بأن نقرأ

فتلك القراءة تمنح القلب عمقًا وسعة
والعجيب أنّها تبعث على الانشراح ولو بدا فيها ما يؤلم
فهي تبعث على الانشراح مهما كانت طبيعتها

ففي قراءة الكون معرفة لآيات ربّانيّة
وسنن كونيّة
وجمال إنساني مكنون

والأهم… ملامسة لطائر القلب الأسير الذي يريد أن يتحرّر وينطلق

فذلك الطائر أسير الهوى يتوق للسمو

وتلك القراءة تذكره بالمدى اللامتناهي الذي يمكنه أن يسمو ويرتفع

وتعلّمه كيفية فكّ قيوده
وتحفّزه على كسر تلك القيود من أجل استرداد حرّيته

وكذلك من أجل أن يكون قائدًا بفعله
يلهم الآخرين لفك قيودهم والانطلاق نحو ما يليق بهم من سمو

فمن أجمل نعم الله علينا بأنّه جعل طريق السمو صعبًا في مسيره

ولكنّه في ذات الوقت جميلًا منعشًا في القلب الذي قرّر المضي في ذلك المسير

والحمد لله رب العالمين على بديع صنعه وجميل نعماءه.🌹