زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتاب‌هاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
أحيانًا، نكون نحن من ننتبه للآخرين ونساهم في حمايتهم من أنفسهم بما نراه منطقيّا وبديهيًا، وربما نستغرب عدم إحاطتهم بالمخاطر وإيقاع انفسهم فيما يؤذيهم.
وأحيانًا، نكون نحن
من نحتاج لمن يساهم في حمايتنا من أنفسنا حين تكون أفعالنا وقرارات مؤذية لا تليق بنا.
ولكننا في الغالب نميل لأن نرى خطأ الآخر ونساعده بشوق، فنفخر بداخلنا بتشخيصنا وبأنّنا مددًا له. كيف لا، وفي ذلك إثبات لمعرفتنا وروحنا المعطاءة.
ومع ذلك فإنّنا قد نقاوم الاعتراف بخطئنا وبمنح الآخر فرصة لكي يمدّ يده لنا، ويساعدنا في الوقاية من أذى يصيبنا أو من انزلاق محتمل.
وفي ذلك نوع من أنواع الغرور الكامن، ونزعة من نزعات الكبر الخفية، والتي تنخر بخبث في جوانب عميقة بداخلنا.
وما هو إلا قياس بسيط يساعدنا على إدراك ما يدور في قلوبنا: هل لو كنت أنا مكان من أساعد وأساند سأكون ممتنًا شاكرًا له كما أرى أنّ على الآخر أين يكون شاكرًا وممتنًا لي ولما يؤول إليه وضعه من تحسّن؟
فليس عليك ان تطرد الغرور والكبر فقط، بل حتى بيوضهم الكامنة التي تنتظر الأجواء التي تحييها. فمن شأن الانتباه المستدام لذلك أن يصنع بداخلك مقومات الجمال الإنساني.🌹