قال لها بأنّه يحبّها حبًا جمًا؛

قال لها بأنّه يحبّها حبًا جمًا؛
وبأنّه يعشق نشاطها وحيويتها؛
وجمال وجهها ورشاقتها؛
وحضورها في المحافل وطريقة اقناعها؛
فعاشا معًا سنوات عدّة. حتى كان ذلك اليوم…

ذاك اليوم الذي أصبح فيه وجهها ذابلًا؛
ونشاطها خافتًا؛
وحيويتها ضعيفة؛
وعلا وجهها الشحوب؛
ولم تتمكن من المشاركة في محفل؛
ولم تكن في مزاج تجادل أو تُقنع فيه أحدًا؛
فالمرض قد تمكّن منها… وبسرعة.

هي الآن بحاجة لكامل قوّتها لكي تستعيد صحتها؛
واعتقدت ببداهة في ذهنها بأنّه هو مصدر دعمها وسندها وقوّتها…

فنظرت إلى عيناه…
ولكنّهما لم تحملا بريقهما السابق؛
ولم ترسلا لها رسائل من الحنان والعشق، بل كانت رسائل حيرة وتردد.

فابتعد…
وأصبحت لا تراه إلا بقدر رفع العتب؛
وتعلل بذلك لدى المقربين منه بأنّه لا يتحمّل رؤيتها تتعذّب؛
ولكنّه في قرارة نفسه يعرف بأنّه شيء آخر…

يعرف بأنّه لم ينظر سوى لجميل متغيّر في ظاهرها… وارتبط به؛
ولم ينظر لما تحمل من جمال في روحها ليرتبط به.

فهو الآن لا يعرف أين تلك التي أحبّ؛
فتلك الملقاة أمامة لا تشبهها في شئ.

وبعد محولات هزيلة ليُظهر رجولته وشهامته في أن يكون سندًا لزوجته،
تركها في أحلك أوقاتها، وأشدٌها حاجة إليه.

فإن استنكرت على صاحبنا فعله، انظر إلى قلبك وعلاقاتك؛
وتأكد من أنّك إنّما ترتبط بأرواح الآخرين وليس ما يبهرك من ظاهرهم وما يصدر منهم.

فلا تعشق أوراق الشجر وأزهارها وثمارها، بل تعرّف على هويتها وجذورها وارتبط بها.

فحينها…
عندما يأتي عليها الخريف وتسقط اوراقها وتفقد جمالها وتُظهر ضعفها؛
لن تقطعها أو تهجرها أو تهملها؛
بل تتلطف بها، وتتشاعر معها.

فأنت تعرف بأنّها في حال استعادة قوّة لصناعة جمال مختلف.

فتكون شريكًا وسهيمًا في صناعة ذلك الجمال؛
بل وتراه نعمة من الخالق لتضع بصمتك الكونية معه ومن خلاله.🌹