يقال بأنّ رجع رجل بعد فراق إلى بلدته وزار رفيق له مزارع. فسأله عن أحواله وأمور حياته.
قال المزارع: الحمد لله، ربّي أكرمني وتسير أموري بخير دون أن أحتاج لأحد.
فقال له: من أين لك المال لتيسر أمورك؟
ردّ المزارع: أنا أقوم بعملي في الحقل والله أكرمني ويبارك لي في رزقي.
ظلّ الرجل يصرّ ويصرّ حتى قال للمزارع: أنا صديقك القديم ومَحرم لأسرارك، قل لي من أين لك المال لتسير أمور حياتك ولن أقول لأحد.
فقال المزارع الذي ضاق ذرعًا بالرجل: هناك رجل يهودي يعيش في ضواحي البلدة، وهو يشفق عليّ وعلى أسرتي ويبعث لي مالًا كل شهر.
اشرق وجه الرجل وكأنّه حصل على ضالّته، وقال للمزارع: ألم أقل لك أنّ هناك سرًا في أمرك. الآن فهمت.
ردّ عليه المزارع: عجيب أمرك يا رفيقي، وثقت بأنّ يهودي يرسل لي مالًا شفقة عليّ ولم تشكّ في ذلك من أوّل مرّة اخبرتك به، ولم تستطع الوثوق بأنّ الله يكرمني ويبارك لي في ما أحصل عليه من عملي مع إنّي كرّرت ذلك لك عدّة مرًات؟ ألا تستطيع الوثوق بالله كما تثق بيهودي؟🌹