عندما نسمع كلمة “زهرة”، من المحتمل أن تخطر بأذهاننا صورًا للجمال والرائحة الزاكية مع نحلة أو فراشة تحوم بالقرب منها. ولكن “زهرة الجثّة” تخالف تلك الصور بشكل فاضح. فبالرغم من أنّها تعتبر أكبر زهرة في العالم وتحمل جمالًا أيضًا، إلا أنّ رائحتها النتنة التي تشبه الجثث المتحللّة تقول شيئًا آخر. فهي وإن اشتركت مع الأزهار برائحة تجذب الحشرات للقاح، إلا أنّها تختلف في نوعيتها. فهي لا تريد سوى تلك التي تختار الجثث مكانًا لتكاثرها وزرع بيوضها كبعض الخنافس والذباب.
إنّ الله كرّمك ورفع من شأنك بكونك إنسانًا، ومنحك الخيار لأن تختار ما يصدر منك وما تجذب نحوك. فمن الجميل أن يكون ما يصدر منك متناسبًا مع ظاهرك وما يوحي إليه ظاهرك. فتجذب حاملي بيوض الخير، وتحتضن تلك البيوض وتكوّن لها بيئة خصبة لتفقس وترى النور.
ولكنّه اطهر لقلبك أن يكون باطنك -الذي هو سرّ جذبك وانجذابك- ارقى بدرجة واحدة على الأقل من ظاهرك ومما يراه الناس فيك ويعتقدونه عنك.🌹