أوقفت سيارتي في موقف السيارات

أوقفت سيارتي في موقف السيارات في السوق الشعبي ونزلت متوجهة لمحل. كان أمامي أب يمسك بيد طفله الذي يحاول جاهدًا اقناع والده بأن يترك يده واعدًا إيّاه بأنّه سيكون منتبهًا وسيمشي معه. اطمئن الأب وترك يد الطفل، ولم تكن لحظات حتى ركض بين السيارات في الموقف وكأنّه مسجون وقد فتح باب ذلك السجن وتحرّر. تشعر من هلع الأب واندفاعه وكأنّ قلبه قد خرج من بلعومه وسبقه للإمساك بذلك الطفل خوفًا عليه من سيارة تصدمه.

تذكرت رحمة الله بنا عندما يضع لنا حدودًا قد نعتبرها قاسية أو ثقيلة. وقد لا نتذمر منها ولكن ربما تمنينا لو لم تكن تلك الحدود موجودة، أو اعتقدنا بأن لو استطعنا بطريقة أو بأخرى الإفلات منها بما لا يغضب الله، فإنّنا بذلك نكون قد تحررنا وأحرزنا مكسبًا.

وننسى بأنّ الله برحمته يحمينا من جهلنا من خلال الحدود التي يلزمنا إياها. الحمد لله رب العالمين الذي يتغلغل لطفه في كل شيء.🌹