المقيت

المقيت
أرادت أن تهرب من طفولة قاسية
من أبٍ مسيطر… وأمٍ خانعة… ومجتمعٍ جاهل
فقرّرت أن تصنع من نفسها شخصيّة مختلطة
تتعلّم من أبيها بأن تكون لها الكلمة
ومن أمّها مكامن ضعف الإنسان… فتسدّها في نفسها
وأن لا تكون خاضعة لأحد ذليلة له
وتثبت لمجتمعها الذي طالما انتظرته لينصفها وأخفق… بأنّها قويّة

فتعلّمت… وكافحت… وعملت أعمالاً شاقّة
فكانت كمن يحفر الصخر بأظافره
وكان لها ما أرادت…
فجمعت مالاً واستثمرته… وصارت كما كانت تتمنّى أن تكون
فشعرت بنفسها أنّها قويّة… تملك مالاً وسلطة

وبعد سنوات طوال… جلست يوماً في تأمّل وهدوء
وأخرست الأصوات بداخلها… تلك التي جلّ همّها مساندتها للوصول لما تُريد
ولأوّل مرّة… شعرت بأنّها تستمع إلى صوت قلبها
وتأمّلت مسيرتها منذ طفولتها… تستعرض الأحداث مع نفسها
فتلمّست وجود الله الذي كان يرافقها في كلّ خطواتها
وتذكّرت لحظات ضعفها…
وكيف كانت تشعر بالأمان حين كانت تتوكّل عليه
وابتسم قلبها حين استحضرت اللحظات التي اعتقدت بأنّ لا طريق
وأنّ وجودها ضعيف في مواجهة مَن كان يبدو بأنّ له قوّة تُقهر
ولكنّ الله هيأ لها الأسباب لتنجو
فأيقن قلبها مطمئنّاً بأنّ المقيت… قويّ على كلّ شيء

فحينها… قرّرت أن تكرّس نفسها لأن تُوصل رسالة للإنسان
لكي يؤمن بأنّ القوي العزيز… هو مُعطي القوّة وهو سالبها
وأن لا ينسى…
بأن مهما علا نجمه وازدادت قوّته… فالله أقوى وأشد
وهو مَن أعطاه قوّته وقُدرته… وهيّأ لذلك الأسباب
وهو مَن يستطيع سلبها… ويهيأ لذلك الأسباب أيضاً
لكي لا ينسى… فيطغى ويتجبّر
ولا ينسب خير لديه لنفسه
ويبقى متذكّراً بأن… مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللَّهِ
وأنّ الله على كلّ شيء قدير

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *