الحسيب

الحسيب
عندما نضع أقدامنا على حشرة… فقط لأننا نستطيع
نطلق طرفة تسيء لشخص… فقط لنُرَفِّه عن أنفسنا
نُسمع إنساناً كلمة تُنزف قلبه…فقط لنَردَّ دَين قديم
نُسيء الظن بمخلوق… ونعتقد أننا نعرف
نكسر غصن شجرة… لتتسلى بها أيدينا
نُشَكِّك زوجاً بنوايا زوجته… لتقديم نصيحة
نَكسر قلب طفل… كنوع من التربية
نُلقي نظرة احتقار لمختلف… عرفاناً لإيماننا
نستعبد ضعيفاً… شفقة به

قد نعرف ما نفعل… أو لا نعرف
ففي كل الحالات… نحن آذينا
ولأنّنا لم نستشر قلوبنا… ولم نُراجع عقولنا
لم نلتفت للقبح المبطّن بها
وأن القبح يتحول إلى حيّات وعقارب
تنهش قلوبنا… وبعدها قبورنا
وأنّنا سنرى كل ما عملنا يوماً… في كتاب…  كتبناه بكلماتنا وأعمالنا
ذلك الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
في حساب دقيق… يَعلَمه الحسيب
لا يخلصنا من ثناياه… إلا رحمة الرحيم

فحينها كيف نأمن…
بأن لا ينام طفل… دمعته تحتسبنا عند المحتسب
أو مقهور… يُوكل أمرنا إلى خالقه
أو كسير قلب… تضجّ الملائكة من صراخ صمته
فتطلب حقّه من بارئها
فهذا مقام لو نعلم ثقيل…

فلنسترجع لقلوبنا قَدَرها… ولعقولنا مكانتها
فهي ذات العقول التي وُهبت لنا…  لنستكشف الحق
وبدائع الخلق
لنركب بها على السلَّم المُوصل إلى السماء
ذلك الذي كُلما ركبنا منه سلَّماً…سقطت ستارة من على قلوبنا
فتقل الحُجُب… ويزداد الصفاء
فتدخل أشعة نور الحق فيها… وتتفاعل معها
فتربط قلوبنا بعقولنا…ومنها بكل جوارحنا
فيصبح وجودنا كلّه كتلة واحدة
معجونة بميزان دقيق… يزن الفعل والعمل
والكلمة والنظرة والفكرة والخاطرة

فنقطف نجمة…  مع كل خطوة
ونضيف فيها أجمل ما فينا…ونعطيها قُبلة محبة
ومن ثم… نضعها مكانها
فتتلألأ في الليالي الحالكة السوداء
لتُكلم من يريد أن يسمع أسرارها
وتُسلي وِحدة سالك طريق
وتنير طريق شريد ظَلَم نفسه
على أمل أن يحاسبنا الحسيب… يوم الحساب
بميزان أرحم الراحمين

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *