الرقيب

الرقيب
في يوم هادئ غائم
رجعت نحلة من رحلة الصباح
بعدما جمعت رحيق الورود والأزهار
دخلت خليّتها… وبدأت تعمل مع أخواتها
وما هي إلا دقائق حتى التفتت إليها إحداهن
سألتها… الرحيق ليس كما الرحيق
له رائحة مزعجة وطعم مُرّ مريب
أين كنتِ؟… وماذا جمعتِ؟
نحن صنّاع شهد… لا مكان بيننا إلا للصّفاء والنّقاء

بدأت بسرد يومها بيأس وبرود
أن اليوم كما كلّ يوم… مع اختلاف طفيف
حينما كنت أطير بحثاً عن الأزهار
تأملت الآخرين
قمت بعد أخطائهم وزلاتهم
وقد رأيت الكثير الكثير
فرأيت من يتكلم بكذب ونفاق
ومن يعمل بغش وخداع
ومن يكتب تزويرًا وشقاقًا
ومن يسمع زورًا وبهتانًا
ورأيت الكسول والحسود والحقود
فانشغلت بهم… وضجرت
وصرت أفكّر… لماذا لا يُخلصون؟
ولماذا لا يُعطون أفضل ما يستطيعون؟
ولماذا يخملون ويعبثون؟
فأكملت جولتي دون خفّة ولا رغبة
ولم أدقّق في اختيار أنقى الأزهار
ولم أمتص الرحيق بشغف ومتعة
ولم أحط على زهرة حتى طرت منها
فلم أنسجم مع وردة ولا زهرة

قاطعتها أختها سائلة…
وبماذا تختلفين عنهم؟
فهم لم يُخلصوا… وكذلك أنتِ
وهم غفلوا عن سبب وجودهم… وكذلك أنتِ
وهم لديهم أسباب يبرروا ما فعلوا… وكذلك أنتِ
فأنت أغمضت عينيك عن إشراق النهار
وفتحت عينيك لظلمة الليل
فلم تُبصر عيناك سوى الظلام في الآخرين
ولم يشغل بالك سواه
فلا عجب أن يكون نتاجك حالكاً مراً
فلو أنك انتبهت لنفسك وما تفعلين
وعلمت أنَّ الله هو الرقيب عليك… وعلى الخلائق أجمعين
لتركت أمرهم للحسيب العليم
وصرت أنت الرقيب على نفسك وما تفعلين
لكي لا تكون أخطاؤهم حجّتك… فتصبحي كما هم
فهم يكذبون ويغشون وينافقون
وحجّتهم اليأس من الخير ومما يفعل الآخرون
فدورك صناعة الشهد للشفاء
احفري ذلك في قلبك وتذكريه
واعملي له بشوق ومحبة وإخلاص
ستكون حياتك شهداً… وسيصيب الآخرين نصيب من الشفاء
وغير ذلك… اتركيه للرقيب الشهيد

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *