الودود
إن كنت تريد أن تسمع عجبًا… وتعيش عجباً…
تأمّل تَوَدُّد الودود إليك
فمعَ غِناه واقتداره… يدعوك… ويتودّد إليك…
خَلق كل شيء… دعوة لك… علَّ قلبك ينجذب إليه
فكل ما هو حولك… بطاقة دعوة إليك من الودود
فهي إما وردة… تدلك عليه بجمالها
رعد… يدعوك بأن تحتمي به عند خوفك
نملة… تحفزك لتسير إليه
شجرة… تذكّرك بأنّ بابه مفتوح لرجوعك
فجر… يُحفِّز قلبك لنوره
جبل… يحركك لتتكئ على جبروته حين ضعفك
بحر… يشوِّقك لأسراره
بلبل… يناديك إلى داره بلحنه
نحلة… تدعوك لتتذوق شهد وصاله
سماء… تُعَرِّفك بأن لا حدود لرحمته
وغير ذلك الكثير الكثير…
بين خاطرة وكلمة ولحن ودمعة وابتسامة
ففي كل فرحة… مصيبة… مشكلة… أو نعمة
هناك دعوة إليك… برسالة مبطّنة… ووعد صادق
أن تعال إليَّ… أُسعِدك
أطلب مني ما تريد… أعطك وأُرضك
تقرّب إليّ خطوة… أتقرّب إليك خطوات
تَذَكرني… أتذكّرك ولا أنسك
اشكر عطائي… أشكرك وأزِد
يقول لك… أنا نعم الرّب إليك
فكن لي عبداً… أرفعك إليّ
تكلّم معي بما تشاء… وقت ما تشاء… كيفما تشاء
لحاجتك… لضيقك… لفرحك… لأيّ شيء
فأنا أحبّ أن أسمع صوتك يكلمني
ولن تجد خيراً مني مُستمعاً إليك
أَسمَع ما تقول… وما لا تقول
توكَّل عليَّ… أكفك ما تعرف من هَمَّك وما تجهل
أسكني في قلبك… أعطك أرقى معاني الحب والعشق
لتعيش جنّة واسعة… حتى لو كنت في قفص صغير
كن معي في أيامك الفانية… أسكنك نعيم الخلود
افتح كتابي… افهم كلماتي… أدلك الطريق إليَّ
طريقاً سِرِّيَّاً… لك أنت فقط
فأنا الصادق… وقولي الحق
أقول لك…
أنا لك محبّ… فبحقي عليك كن لي محبّاً
بعد كل هذا التودد إليك…
اسأل قلبك… بماذا يريد أّن يجيب الودود؟