حين نصفح ونتمنى الخير لمن صفحنا عنه، فإننا نعيش حالة إنسانية راقية.
أحياناً نعتقد أنّنا صفحنا وابتعدنا حتى عن الرغبة في الانتقام، ولكنّنا في نفس الوقت نكون قد انتقمنا من الطرف الآخر أقسى أنواع الانتقام، وذلك بأن نطرده من قلوبنا، ويصبح وجوده غير مهمٍ بالنسبة لنا، حتى كإنسان وليس فقط كصلة قرابة أو صداقة، بل وقد نمسح كلّ شيء كان موجوداً بداخلنا يشير إليه، ونضع مكانه فراغاً جافاً بارداً، كلّما نظرنا إليه ارتبطت ذاكرته بالعدم واللامبالاة، فما يبدو وكأنّه صفحٌ، إنّما هو انتقام شديد يشفي غليل النفس ولكن بشكل سلس هادئ.