عندما نصفح، فإننا لا نغيّر هويتنا ومَن نكون بناء على ما يقوم به الآخرون.
إذا قرّرنا أن نصفح عن شخص وأردنا له أن يكون ممتنّاً لنا لأنّنا صفحنا عن الإساءة التي وجّهها لنا أو الأذى الذي ألحقه بنا، فنحن في هذه الحالة نكون قد تعاملنا معه معاملة تجارية لا معاملة إنسانية، فنقوم بإيهامه بأنّنا تنازلنا عن حقنا منه، سواء كان حقّاً مادّياً أو معنويّاً، وذلك لنكسب ذلاً وانكساراً منه، وحقيقة الأمر بأنّ ذلك ليس صفحاً ولا يمتّ للصفح بصله، فالصفح هو مسح الأثر من القلب وعدم تذكّره حينما نرى ذلك الشخص، وهذا يتنافى مع إشعارنا له بأنّ عليه أن يكون ممتنّاً.