الصفح لا يكون صفحاً إذا طلبنا أو تمنّينا ذلاً وانكساراً ممن صفحنا عنه.
الصفح أمر شخصي بيننا وبين أنفسنا، فمقدار التحامل على الآخرين الذي نحمله معنا ليس لنا خيار فيه سوى أن نعيش معه لحظاتنا وأيامنا وسنواتنا، وهو يفرز ديدانًا سامّة في كلّ لحظة، وتتغلغل تلك الديدان في عمق وجودنا وعواطفنا، وتجعل منّا أشخاصاً أقل قدرة على الانشراح والإقبال على الحياة فهذه الديدان تجرّعنا نحن السموم ولا أحد سوانا، وكلّما مرّ عليها الزمن تأصّلت وتشبثت وبنت لها مكاناً آمناً دافئاً بداخلنا تسكن فيه وتتوالد وتتكاثر وتستقوي.