إما أن نكون قد صفحنا أم لم نصفح، ليس هناك حلول وسطية في الصفح.
الفطرة الإنسانية مبرمجة على الصفح وليس الانتقام، وسعادة الإنسان وسلامة روحه ونفسه وجسده مرتبطة بمدى تماشيه مع فطرته، فكلّما ابتعد عنها ازداد شقاءً وكلّما اقترب منها ازداد سلاماً، فالبُعد عن الفطرة يزيد الفاصلة بين الروح والنفس، فتتأزّم النفس وتتعب، بل وقد تتشوّه، ويعيش الإنسان جدلاً لا يتوقف بداخله، وكثيراً ما ينعكس ذلك على الجسد فيُتعبه ويُعييه، فيعيش مُنهك الجسد والنفس والروح وقد لا يقوى على مقارعة الظروف وتحدّيها والخوض في الصعاب في سبيل ما يودّ أن يحصل عليه في حياته.