بمقدار قدرتنا على سماع صوت فطرتنا، تكون قدرتنا على تذوقّ الحبّ الأصيل وربطه بخالقنا.
إنّ قدرتنا على الحبّ لا تُقاس فقط بالحبّ الذي نستطيع أن نُعطيه للآخرين، بل بذاك الذي نستطيع أن نستقبله منهم أيضاً، وبمدى قبولنا إيّاه منهم دون تعجيزهم، ومدى قدرتنا على مسامحتهم إن اختلفوا معنا، ومدى استطاعتنا لحثّ قلوبنا على الصفح عنهم حين يخطأون بحقّ أنفسهم وحقّنا، ومدى رغبتنا بأن نأخذ مقدار الحبّ الذي يهدونه لنا، مهما كان ضئيلاً، ونفتح من خلاله نافذة، ولو صغيره، ندخل من خلالها إليهم ونساعدهم في استنهاض أفضل ما لديهم ليكونوا أسعد مما هم عليه.