ليس من الإنصاف أن نتمنّى الشرّ لمن نختلف معه لو أنّه أمعن في السوء وابتعد عن الخير.
نبتعد عن الإنصاف كلّما كانت نظرتنا آنيّة للمواقف والأحداث، ونقترب منه كلّما كانت نظرتنا شموليّة لها، فحين يسيء لنا مَن كان له موقف أو مواقف جيّدة معنا، وننسى ذلك التاريخ، وإن كان قصيراً، ونتجاهله، ولم نعد نرى في ذلك الشخص سوى الخطأ أو الإساءة التي قام بها، ونقيّمه بناء على ذلك، ونفسح المجال لخيالنا بأن يسبح لتحديد الأسباب والمسبّبات وربّما النوايا، والتي قد تكون بعضها أو جلّها استنتاجات خاطئة، فإنّنا سنعجز عن السماع والتفهّم والتقييم بموضوعيّة، فيصعب علينا أن ننصفه.