الإنصاف لا يعني أن نتجرّد من صفاتنا البشريّة ولكن يعني أن نتعرّف عليها ونتعامل معها.
يرغب الكثيرون منّا بالتحكّم في الآخرين تحت مسمّيات جيّدة ومغرية كالمحافظة على مصالحهم، وحثّهم على إتباع الطريق الصحيح، ونجاتهم من الضلال، وامتلاك حقائق أو نظرة ثاقبة يفتقرون لها، وقلّة خبرتهم في ميادين معيّنة أو في الحياة بصورة عامّة، ونتناسى بأنّ الشخص الوحيد الذي يحقّ لنا السيطرة عليه هو أنفسنا، وما لجوئنا للسيطرة على الآخرين إلا انعكاساً لفشلنا في السيطرة على أنفسنا وإجبارها على المضي في الطريق الذي يتلاءم مع قيمنا ومعتقداتنا التي يبدو لنا بأنّنا نتبنّاها.