لا يقوم التعصّب بوأد الإنصاف وحسب، بل وقد يخلق تشويهاً يعتبره إنصافاً ويستميت في الدفاع عنه.
إذا أردنا أن نلهم الآخرين لتبنّي قيمة الإنصاف، علينا أن نتبنّاها نحن بمجهود مضاعف، وإذا أردنا أن نساهم في بناء جيل يًدرك معنى الإنصاف ويعمل على تطبيقه، علينا أن نكون في وعي مستمر ليس فقط لكلماتنا وأفعالنا، بل حتى لإيحاءاتنا وإشاراتنا، فما هو موجود من تشويه للإنصاف في العالم عميق وواسع، ولكنّه لا يعتمد على أساس وليس له قاعدة صلبة يستند إليها، تماماً كالحشائش الضارّة التي قد تملأ البستان، ومع ذلك قلعها قد يستغرق وقتاً ولكنّه لن يكون صعباً لأنّ جذورها سطحية هشّة.