تنتشر صورة مشوّهة للإنصاف في العالم ولكن بمجهود منّا نستطيع أن نلهم جيلاً لحقيقته.
من الإنصاف أن نعطي الأوقات ذات القيمة في الزمن والذاكرة، فلا نعطي يوماً من الألم زمناً طويلاً نحسبه دهراً لا ينتهي ونعيش الأبديّة معه، وفي المقابل نعيش يوماً فرحاً بتوجّس من انفلات الوقت وكأنّه أقصر من أن نستطيع إدراكه، وبعد نهاية اليومين، نفرش مكاناً واسعاً مريحاً لذاكرة يوم الألم، ونضع عليه باباً واسعاً تستطيع أي حركة أو ريح أو حتى نسمة هواء فتحه وإدخالنا فيه مرّة أخرى، في حين نضع يوم الفرح في زاوية مهجورة صغيرة ونقفله بأقفال مختلفة من المنغصات التي نلصقها به.