في حديقة تملؤها ورود ملونة متنوعة

في حديقة تملؤها ورود ملونة متنوعة، حطّ بلبل على غصن لا يحمل سوى أوراقًا خضراء.

 

سألته: ما الذي جعلك تترك جمال الورود وتكتفي بغصن ليس به لون ولا ميزة مقارنة بألوان الورود الزاهية؟

 

همس لي ذلك البلبل: إنّي بذلك ابتعد عن الدخول في العقل الجمعي، فمعطياتي ومقاييسي ليست كما هم. فأدرك وأفهم ما هو مُهمَل في نظر الآخرين. فكونه لا يشد الانتباه لا يعني أنّه غير موجود، أو غير مؤثر أو لا يصنع فرقًا جوهريًا.

 

فمعشر البلابل تنجذب دائما نحو الورود والأزهار. فلا أكتمك سرًا بأنّ ما قاله لي الغصن الأخضر حمل رسالة فتحت لي أفقًا مختلفًا تمامًا عن تلك التي اعتدنا سماعها من الورود.

 

فبناء على همسة ذلك البلبل الذي يمتلك الشجاعة ليحرر ذهنه من العقل الجمعي، ماذا لو جربنا الانتباه لما لا ينتبه إليه الناس… ونتأمله؟.

وربما أسهل سبيل لتحقيق ذلك هو أن نلاحظ ما يميل إليه السواد الأعظم من الناس ومن ثم نبحث نحن عن البدائل الأخرى له… ونتأملها.

فبالتأكيد ستجعل تلك العملية منا أفرادًا بوعي وأدراك أوسع، وربما أعمق.🌷