زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتابهاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
يقوم بأعماله دون اتقان، وفي منظوره أنّه قام بما يمكنه بما يمتلك من قدرات. ويضع له خططًا للتخلص من صفاته غير اللائقة بمقامه الإنساني كسوء الظن والكسل والتفوّه بكلمات انفعالية غير مناسبة، وبعد محاولات يتيقّن بأنّه أمر صعب هو لا يقوى عليه. ويريد أن يساعد أحدًا على صلاحه، فيقول قولًا ويقوم بفعل من أجل ذلك، وإن لم يلحظ استجابة من الآخر يستنتج بأنّه قام بما عليه وبأنّ من نصح اختار عدم الأخذ بالنصيحة وذلك شأنه.
وهو في كل ذلك يمضي في طريقة واحدة أو أكثر، ومن ثم يصل لنتيجة بأن الأبواب مغلقة فيتوقّف عن السعي، أو ربّما يسعى ولكن بمشاعر ممزوجة بالضعف واليأس والعجز. وهو لا يتمكن من أن يرى بأنّ مهمته في الحياة هي ليست الوصول لنتائج قاطعة، بل المضي في الطريق الذي يريده الله، والسعي والعمل وابتكار طرق للوصول لما يُرضي الله.
لك أن تطرق باب قلبك وتهديه شذرات من جمال السالكين
فهم ينظرون لله ومن ثم يبحثون عن الطريق
وليس كما غيرهم الذين يختارون طريقًا ثمّ يحاولون أن يجدوا له رابطًا بالله.
فالسالكين يعلمون بأنّ الطرق إلى الله هي بعدد أنفاس الخلائق
فيتوسعون في أفق تفكيرهم يومًا بعد يوم
ولا مكان لليأس في قلوبهم
وفي الوقت الذي ترى فيه أعينهم بابًا مسدودًا، ترى في ذات الوقت آفاقًا لأبواب أخرى
فهم ممتنون للأبواب المسدودة، فهي لهم إشارة بأن هناك أبوب أنجع للولوج فيها
فتبحث أعينهم بشوق وانشراح عن الأبواب التي يمكنهم فتحها
وإن لم يروا بابًا، يكسرون الجدار ليصنعوا واحدًا.
فهم والابداع صنوان لا يفترقان
وعندما يدخلون بابًا يتأملونّه
يتأملونه ليعرفوا أفضل طرق فتحه ودخوله
وإذا كانوا سيصنعون باب من خلال كسر جدار صلب، فهم يستجمعون أجمل ما رزقهم الله من قدرة وموهبة ممن أجل ذلك
ولو كان ذلك الجدار الصلب هو قلب ملأ الصدأ مرآته
فهم لا يريدون صناعة ذلك الباب ليدخلوه هم فقط، بل ليبقى طريقًا مفتوحًا سالكًا للخير.
والجميل في ذلك كلّه أنّه مفعم بالجمال
فالسالكون في حركة دائمة لا توقف فيها أبدًا
ومع أنّ الطرق التي يسلكونها غالبًا ما تكون مليئة بالأشواك التي تؤذي أرجلهم
إلا أنّها مليئة بالأزهار التي تنعش قلوبهم
وينعمون بأريج عطر وصالهم بالله ووصال قلوب الآخرين بخالقها.
ومما يزيدهم جمال فوق جمال هو أنّ السالكين ملهمون
فحركتهم مصدر إلهام لكل تائه يبحث عن رابط لقلبه بجمال الله
جعلنا الله جميعًا من السالكين الملهمين السعيدين.🌷