زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتابهاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
يشعر بالغضب الشديد من تصرّف بدر من شخص ما، واحباط عميق عندما لا يوفق في عمل يقوم به، وغضب من نفسه عندما يهيمن عليه الكسل والفتور لإنجاز عمل مهم، وشعور بالعجز نتيجة الظروف المحيطة به والتي تضغط عليه وتؤذيه، …
فبالنسبة إليه غضب الآخر شيء مبهم لا يفهم سببه، ولا يفهم لماذا أموره تمضي بهذا الشكل، ولا يدري لماذا لا تثمر مساعيه عن شيء يتناسب مع الجهد الذي يبذل. فالدنيا تبدو وكأنّها تمضي في اتجاه معاكس لكل ما هو متوقع دون أن يفهم لماذا.
فيعيش حياته متوقعًا نتائج غير مرضية يتقبلها كواقع مفروض عليه. إذ بالنسبة إليه أنّ ما يجري بداخل نفسه وخارجها هي أمور تحكمها مؤثرات لا يتمكن هو من التأُثير فيها. فتكون النتيجة أنّه يقوم بأموره الحياتية بحسب حاله ومزاجه، وحتى هذه يقوم به دون روح وأمل.
فلك أن تطرق باب قلبك وتهديه شذرات من جمال المبصرين
فالمبصرون هم أولئك الذين يخرجون أنفسهم بوعي من السطحية وتبسيط الأمور
فمع أنّهم يسهلون الأمور وييسرونها، ولكنّهم لا يبسطونها ليمنحوها معان سطحية بعيدة عن التفكير العميق
فهم يدربون أنفسهم على الدوام على رؤية الروابط بين الأمور
فلديهم ادارك بأنّ كل شيء مرتبط بكل شيء
فبالإضافة للحقيقة الفيزيائية أن لا يوجد فصل في الكون، وبأنّ كل ذرة متصلة بكل ذرات الوجود الأخرى
فهناك حقيقة حياتية أخرى بأنّ الأرواح والنفوس والذرات والأفكار والنوايا والمشاعر كلّها متصلة ببعضها البعض
وأنّ كل فكرة ترتبط بنيّة، وهي ترتبط بفعل، وذلك الفعل يؤثر على الفرد ذاته وعلى الآخرين بأشكال مختلفة. والذين هم بدورهم ناقلون ذلك التأثير لآخرين أيضًا مهما كان ذلك التأثّر ضئيلًا
فلا يفلت رابط… ولا يضيع تأثير
ففكرة الفصل وهم… ووهم خطير
فأن تكون مبصرًا هو أن تفكر بعمق بالروابط المحتملة دائمًا قبل أن تقدم على أي فعل لتأخذها بالاعتبار ما أمكن
وتفكر أيضًا بالروابط المحتملة عندما لا يمضي شيئًا كما تتوقع… لتفهم وتدرك
ولكي تعيش شذرات من جمال المبصرين… اختر أن تكون عملية اداركك لتلك الروابط منشرحة وليس متجهمة تبحث عن الخطأ… فأنت تبحث عن الروابط من أجل أن تُصلح
فأنت موجود في هذا الكون لتخرج للوجود جمال ذاتك الصالحة المصلحة
واختيارك المضي في طريق جمال المبصرين يفتح لك آفاقًا واسعًة منعشة لذلك.🌷