يسرد جلال الدين البلخي الرومي قصة عن ببغاء كانت عزيزة مدللة لدى صاحب دكان بيع زيوت. فكان يجلبها معه إلى الدكان تؤنسه وتسره بحديثها.
وفي يوم، قفزت الببغاء على زجاجة زيت فسقطت وانكسرت.
غضب صاحبها غضبًا شديدًا، فضربها على رأسها ضربة قوية تساقط على إثرها ريش رأسها.
ظلت الببغاء أيامًا وأسابيع صامتة، وصاحبها يعض أصابعه ندمًا على فعلته. فحدد جوائز وهدايا لمن يستطيع أن يجعلها تنطق، ولم تنفع أي محاولة منهم.
في يوم… دخل الدكان رجل أصلع. فنطقت حينها الببغاء وقالت له: هل أنت أيضًا كسرت زجاجة زيت ومن أجل ذلك أصابك الصلع؟
يميل الإنسان لتعميم تجاربه في الحياة، ويفسر النتائج المتشابهة على أنّها متماثلة في الدوافع والكيفية والتفاصيل، ويتفاعل معها على ذلك الأساس أيضًا.
وبذلك يحصر ذهنه في زاوية ضيقة من الفكر، ويقع في أخطاء جمّة في التقدير والتصرف. والأدهى، أنّه لا يستطيع فهم مكمن المشكلة.
أن تحاول فهم الآخر وتستمع لقصته كما يراها هو، يفتح لك بابًا واسعًا من المعرفة المؤدية للذكاء العاطفي.🌷