الواجب والقلب

 

الواجب والقلب

 

يقوم بأعماله بأكمل وجه ويراجع ضميره ليعرف جواب…

ما هو واجبي الآن، وماذا أستطيع أن أفعل لأقوم بواجبي دون تقصير؟

يستمع للآخرين وهو لا يفكر إلا بما يتوجب عليه القيام تجاههم

وحين يشهد حدثاً، يحلله ليستنتج إذا ما كان يدخل ضمن حدود واجباته

وتمضي أيّامه مرتاح الضمير لا يهتم لشيء طالما لا يوجد واجب

 

ومع أنّ كل ما يقوم به سام وذو قيمة عالية

إلا أنّه يصعب عليه فهم الآخرين والتشاعر معهم

فتفاعله مع الآخرين لا يتعدى تحديد واجبه

فيبقى في دوامة نفسه لا يخرج منها

وهي تشكّل حاجزاً مشبّكاً بينه وبين ما يسمع ويرى

فحين يسمع منهم ما يؤدّي إلى تحميله واجباً صعباً، يتجاهل حاجتهم

أو يفسرها بشكل مختلف حتى يستنتج بأنّه ليس مطلوباً منه القيام بشيء

وبعد تلك النقطة لا يهمّه أو يعنيه ما يسمع أو يرى عن ذات الموضوع

فهو يُحكّم عقله لكي يقول له ما عليه أن يقوم به لكي يكون جيداً

ولكنّه يحرم نفسه من تحكيم قلبه ليكون إنساناً

ففي الكثير من الأحيان ليس لنا عمل وواجب نقوم به تجاه الآخرين

ولكن مع هيمنة القلب نتعرّف على ما هو إنساني خارج حدود الواجب المعتاد

فنعيش أبعاداً جديدة لم نتعرّف عليها من قبل

 

فحين نسمع أو نشهد حدثاً بقلب يحمل محبّة…

نستطيع أن نتجرد ونفهم الواقع كما هو

ونتفهّم الآخرين واحتياجاتهم وما يحاولون إيصاله بشكل أعمق

وتكون المحبة الإنسانية هي الدافع للسؤال عن واجبنا وما علينا القيام به

ونقوم به كعمل ممتزج بالمحبّة نضع فيه بصمتنا الإنسانية

فالحياة بهيمنة القلب تُرشد العقل للجمال

وتُرسّخ جذور شجرة الانشراح

ويستطيع الآخرون أن يستظلوا بظل تلك الشجرة ويأكلوا من ثمارها.