ظنون

 

ظنون

 

كلّما صدر من الآخرين كلمة أو فعل أو حركة…

ظنّ بهم ظنّاً يعتمد على مكانتهم لديه

فلديه ثلاث حقائب، يضع كل فئة من الناس في إحداها

يضع في الأولى مَن يُحب ويحسن الظن ولا يرتضي قلبه المسّ بهم بأيّ شكل

ويُفسّر كل ما يصدر منهم بناء على النوايا الحسنة

حتى وإن بيّنت الدلائل يقيناً عكس ذلك

 

ويضع في الثانية مَن يكره ومَن يحمل في قلبه عليهم أسبقيات مزعجة

فكل ما يصدر منهم يؤوّل على سُوء النية من أوّل وهلة دون شك وترديد

وتحمل الثالثة الفئة الغالبة، أولئك الذين لا يحمل لهم مشاعر محدّدة

فيؤول أفعالهم بناء على مزاجه

فإن كان مزاجه جيداً يستنتج أنّ أخطاءهم غير مقصودة

وإن كان مزاجه سيئاً يهيمن سُوء الظن على تفسيراته وتحليلاته

 

ويغفل بأنّ تصنيف الناس بناء على أمزجتنا يُوقع عليهم وعلينا ظلماً كبيراً

فمن نُحب ليسوا بالضرورة أخياراً أشباه ملائكة

ولا مَن نكره أشراراً أشباه شياطين

فنحن لسنا محور الوجود ولا بالضرورة محور تفكير الآخرين واهتمامهم

فقد نرى ما لا نحب من تصرفات ونفسرها على أنّهم يقصدون إهانتنا وتجاهلنا

وكأنّنا على يقين بأنّه لا يوجد في حياتهم ما هو أهم منّا

وليس لديهم أولوية في تلك اللحظة سوانا

فهذا غرور ممزوج بسذاجة

 

وفي جميع الأحوال…

ما ظنوننا إلا نتاج تفكيرنا وما كنا لنفعل لو كنا في موقف الآخرين

فظنوننا تعطينا إشارات لمدى صدق تمسّكنا بالقيم التي نحمل

والتأمل في: “اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ”

يفتح لنا الباب على مصراعيه لكي نرمي بثقافة الظنون تلك بعيداً دون رجعة

فنساهم في أن يتسالم الإنسان مع أخيه الإنسان، ولو بمقدار بذرة.

 

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *