أمل

 

أمل

 

حروب ودمار وجريمة وبؤس واكتئاب على المستوى العالمي والفردي

هذا ما يسمعه ويعاينه

تزرع كلّها مجتمعة شجرة اليأس الشائكة القاتمة في قلبه

يرويها بالإحباط والإخفاقات الناتجة عن ظلم الآخرين وسوء تدبيره

ويأكل من ثمار تلك الشجرة كل يوم

ويغلغل جذورها في تفكيره ويستظل بظلالها

ويتأكّد من أن يشبك ضلال شجرته بأشجار بؤس الآخرين

فتحجب تلك الأشجار الأمل وتفتح أبواباً جديدة لليأس

وبذلك يقترف جريمة إنسانية قبل أن تكون جريمة فردية

إذ أنّ فقدان الأمل موت، تماماً كما فقدان الحياة

ووجود رائحة الموت بين الأحياء مؤذية مزعجة

 

ومع ذلك فهو يُحب هذا اليأس لأنّه يضفي إليه حالة مريحة

تحمله للركون إلى نفسه وتُبرّر له الكسل والدعة والسكون

وترمي بجلّ التقصير على الزمن والناس والظروف

وتلهمه يأساً من نفسه لأي تغيير

فيضع نفسه في موقع لا يتطلّب منه عملاً ولا إبداعاً ولا تفكيراً ولا جهداً

ويتخلّي بذلك طوعاً عن مهمّة اعمار الأرض التي أوكلها الله إليه

بل وقد يتمادى، ليقر بفشل حمل الرسالة الإنسانية في العالم

وما أيّامه وتفكيره وكلماته إلا محاولات لإثبات نظرية اليأس تلك

حاملاً معه سُوء ظنّ بالله، وربّما اتهام مبطنّ بسوء تقدير

 

فليس لمخلوق من سبيل للمس بحريّتنا في اختيارنا لدهس اليأس وصعود الأمل

وحين نعمل بمقتضى ذلك الاختيار

فنحن نحمل أملاً ليس بأنفسنا فحسب، بل في الخير الذي يعمّ العالم

فكلّ شخص يحيا يوماً إضافيّاً تكون لديه فرصة أمل جديدة قد لا تتكرّر له أبداً

ليصحح خطأ، ويزيل ثقافة بائسة ويبني أخرى محفّزة

فالنظر للناس بعين الأمل والدعاء لهم، يزرع الأمل في أنفسنا نحن أيضاً

ويساعد في تجفيف أشجار اليأس القاتمة

وينشر نور الأمل فينا وفي بقاع الأرض بأكملها.

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *