عولمة
يرى لنفسه حقاً مسلّماً وأصيلاً في الحصول على بيت جيد ومركبة مريحة
واحترام من الآخر وحياة كريمة وأسرة متحابّة
وعملاً يحفظه من الشقاء ويوفر له ضروريات الحياة وكمالياتها
ولو سأل نفسه، هل يستحق ذلك لأنّه إنسان كالآخرين أم لأن له ما يميّزه؟
فإن اعتقد أنّ استحقاقه نابع مما يميّزه، فيجدر به التأمّل…
هل حصل الآخرون على فرص متساوية من تلك التي أدّت لتميّزه؟
فما لديه إمّا أن يكون نعمة مباشرة من الله تعالى كالنباهة والعقل والبديهة
أو يكون توفيقاً من الله كالقدرة على التحمل والصبر والمثابرة
فهل الحياة أعطت غالبية مَن على الأرض ما أعطته؟
فلولا توفيق الله…
لربّما أصبح ممن أعلى غاية لهم هي تأمين قُوت يدفع عنهم الموت
فحري بنا أن نُرجع ما لدينا إلى الله
ونعرف بأنّ الجميع يحبون لأنفسهم ما نحب لأنفسنا
فمعيشتنا الأفضل لا تعني أنّ قيمتنا الإنسانيّة أعلى
ولا تعني أنّ استحقاقنا للسعادة والكرامة أكثر
فحتى مَن يأسوا من الأحلام، يريدون السعادة والكرامة كما نريد
فكل أمّ تريد السعادة والكرامة لأبنائها ولو كانت جاهلة أمّية
أو كانت تعيش في بقعة من أرض لم تعرف معنى لحضارة أو مدنيّة
فالسعادة والكرامة حالات إنسانية يعرفها كل من على الأرض ويستحقّها
فلو تيقنّا بأنّ كل ما لدينا هو منّة من الله تعالى علينا لاستثماره في الخير
والوصول بأنفسنا لمقام الإنسان ومساعدة الآخرين للوصل أيضاً
لشمل مفهومنا لاستحقاق الكرامة والسعادة العالم كلّه
ولعشنا أيّامنا سعياً لتحقيق ذلك بمحبّة وانشراح.