خطوة

خطوة

 

شعر بالرتابة مع كثرة انشغاله وأراد أن يضيف شيئاً مثيراً يشغل عقله

ويجعل قلبه يخفق منشرحاً بأمل وشوق حتى في أوقات حزنه

فكرّ كثيراً فيما يمكن أن يكون مستداماً ويترك بصمة دون ملل أو سأم

وبعد طول تفكير، حصل عليه وعاهد نفسه أن يعيش أيّامه منغمساً فيه

وابتسم قلبه رضا وشوقاً وتلوّنت حياته بمزيج من مرح وإثارة

 

فما حصل عليه كان قراراً…

بأن يخطو خطوة واحدة إضافيّة على ما هو متوقع ومطلوب منه

كأن يطلب منه شخص خدمة ما فيقوم بها مع إضافة صغيرة

وأن يضفي على كلامه روحاً تحفّز سامعها للانشراح

ويمزج عمله بجودة وإتقان ليس مألوفاً

وأن يتأكّد من أنّه لا يُشعر الآخر بأنّه تعب أو بذل مجهوداً في مساندته…

ولا أنّه قام بما يستحق عليه الشكر والثناء الذي يُثقل الآخر بالحرج والامتنان

 

فهو أقفل الأبواب التي تؤدي إلى أن يرى لنفسه فضلاً على أحد

وفتح أبواباً تضفي روح المحبّة والجمال من خلال كلماته وسكوته

 

ولأنّه تفنن في ذلك وذاق حلاوته، قرّر تطبيقه على أفكاره وعواطفه أيضاً

كأن يضيف قيمة إنسانيّة واحدة لكل فكرة تجول في ذهنه

ويغدق فيها نسب أعمق من الصدق والصفاء

ويتذكّر محبّة الله للخلق عندما يتعامل معهم

فانشغل فكره بالانشراح الذي انعكس على تعابير وجهه وبريق عينيه

واستمتع قلبه بالصعود على سلّم السمو الإنساني.