عهد

عهد

 

كثيراً ما تدور في رأسه أسئلة حول العهد

لماذا يفي البعض به وآخرون لا يكترثون بالوفاء؟

لماذا يفعل أحدهم المستحيل ليضمن الوفاء وآخر يخلق أعذاراً ليعفي نفسه؟

والأهم… لماذا يزداد احترام الشخص لنفسه كلما احترم عهده؟

ولماذا يكبر في عينيه من كان الوفاء بالعهد شيمته ولو كان له عدواً؟

حدّثه قلبه يوماً أن ربّما لذلك علاقة بالعهد الأوّل

ذاك الذي أخذه الله منّه يوم أشهد الناس على أنفسهم…

“أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ”… وقالوا ” بَلَى شَهِدْنَا”

وما حياة الإنسان إلا انعكاساً لكيفية تجاوبه مع ذلك العهد تحديداً

 

فأراد أن يكون لوجوده أثر يساهم في أن يُرجع للعهد مكانته

لذا أخذ عهداً على نفسه أن لا يَعِد إلا بعد التأكد من استطاعته

وأن يجتهد لتهيئة الظروف التي تساعده في إنجازه، وإضافة جمال إليه

وأن لا يكسر عهداً طوعاً ما حيا مهما كان ذلك العهد صغيراً أو تافهاً

ولو كان مع عدو أو جاحد أو ناكر جميل أو شخص فاقد للذاكرة

ثم قرّر أن يُبدع في إلهام الآخرين لترسيخ ثقافة الوفاء بالعهد

فلا يستخف بعهد قَطَعَه أحد على نفسه ولا يضغط على شخص ليعد مكرهاً

ويتذكّر أنّ الشيطان وفيّ لعهده الذي قطعة على نفسه بالعمل على إغواء الناس

وسخّر نفسه وأعوانه للعمل الدءوب في سبيل الوفاء به

 

فإن كان الشيطان وفياً بعهده للشر، ألسنا أولى لأن نفي بعهدنا للخير؟

وأن نُجنّد قوانا لنفي نحن بذلك العهد الأوّل

بل وننير الطريق للآخرين للوفاء به أيضاً

ولا نقول ونفعل سوى ما يساهم في الوفاء

فإن سلكنا ذلك الدرب سيتعمّق احترامنا لأنفسنا

وربّما تذوّقت أرواحنا شهداً من نوع آخر.