عزّه إنسانيّة

 

عزّه إنسانيّة

 

يثير البعض غضبه، فيتأذّى ويُؤذي

منهم اللامبالون لأنّهم لا يفكرون بما تفعل أعمالهم به

والأنانيون لأنّهم لا يكترثون إلا بما يحصلون ويكسبون

والكسالى لأنّهم يودّون إعاقة تطوّره لعلّهم يُبدون متقدّمين عليه

وآخرون لأنّهم يريدون كسر نفسه وعزيمته ليزاح عن طريقهم

وهناك الذين تلوّثوا بأمراض كالحسد والكره والحقد يريدون تلويثه بها…

 

ونحن أيضاً لدينا خيارات لانتخاب ردود أفعالنا حين نتعرَض لظلم أو أذى

كأن نختار أن نتجاهل أو نُؤذي أو نصحح المسار أو نتشاجر أو…

فمن تلك الخيارات ما هو حميد، ومنها ما هو ظالم للنفس وللآخر

وأشدّها وأكثرها قسوة حين نكسر شعور الآخر بالاعتزاز بإنسانيته

فأيّ محاولة منّا لكسر تلك العزة أو ثنيها يتعدّى أذاها ذلك الشخص

فهي تؤذي العالم بأكمله

فإن كان الآخر هشّاً وتمكنّا من النيل منه…

فإنّنا ساهمنا في نقصان رصيد العزة الإنسانيّة على الأرض

وهذا يجعل العالم يمضي نحو فقر العزّة والحرمان الإنساني…

فيصبح أكثر عرضة للتوحّش

وقد لا يسامحنا الدهر على ذلك

 

فحين نريد أن نوصل رسالة للآخر، لنَرجع إلى أعماق مشاعرنا ونسأل قلوبنا

ما هو أقصى رجائنا من تلك الرسالة وما يستقر في نفس سامعها؟

كيف نتمنّى أن تكون مشاعره وكيف نود لو يرى نفسه بعد تلك الرسالة؟

وللحصول على إجابة صادقة…

نحتاج لدقّة ومهارة لا نحصل عليها بالتعليم والتدريب

بل بالإرادة والعزيمة والصدق مع النفس والميل الحقيقي للصفاء

فلا رابح حين ينقص شعور أي شخص بإنسانيّته واعتزازه بها

فهذا الشعور يذكرنا بالمكان الذي أتينا منه قبل أن تطأ أقدامنا هذه الدنيا

والذي سنرحل إليه بعد أن نغادرها.