سلام
ينفضّ الشجار وتنتهي المعركة ونشعر بنشوة الانتصار تحتوينا
وما أن نرى الخاسر بعدها حتى نشعر بوخز في الصدر يزعجنا ويؤذينا
نريد حلاً فورياً ولكن هيهات، هو تذكير لنا بأنّنا لم نكن رابحين تماماً
فلا رابح حقيقي في معركة ينكسر فيها الآخر ويشعر بخسارة تُخلف غبناً
وهذا يعني أنّ المعركة لم تنتهِ، فهي لا زالت قائمة ولكنّها كامنة
والسبيل الأجمل للحل هو تبنّي ثقافة السلام
تلك التي تطفئ الجمار التي من الممكن أن تتشكّل تحت الرماد
كأن ننتصر في أي خلاف للقيم الإنسانية وليس لأشخاصنا
وأن ننظر للخير الموجود في الآخر…
وينعكس ذلك على تواصلنا معه ويقربنا منه ويقلل احتمالات استثارته
وأن نصبّ ماء التسامح والعفو على الجمار
فنتقدّم خطوات نحو السلام
فبمقدار السلام الموجود في العالم تتطوّر الإنسانية وتُبدع
ولا سلام عالمي دون سلام داخلي
فمن الصعب أن نصل للسلام الخارجي عندما يكون السلام الداخلي مستعصياً
وعندما تكون المبادئ والقيم التي نستند إليها ضعيفة ومهزوزة
وحين تتعارك رغبات مختلفة بداخلنا دون قاعدة ثابتة تستند عليها
ومع سلاسة كلمة السلام ولطفها إلا أنّها لا تتحصّل بالتمني
بل بالعمل والعمل والعمل… ومزيداً من العمل
وبمجهود أشدّ وأقوى وأكثر إبداعاً من ذاك الذي تحتاجه الحروب
فللسلام أعداء كثر، بعضهم بجهل وسذاجة وآخرون بحمل راية التدمير
فلا يمكن أن يصل الإنسان للسلام ما لم يكن مستعداً للتضحية من أجله
وتكون تضحيته أكثر من تلك التي يمنحها للمعارك والخلافات
فحينها… قد يستشعر سلاماً يربطه بالسلام الكوني.