تعصّب
لديه معتقدات كثيرة لا يشكّ في صحتها
ومن لهم رأي مخالف إمّا جاهلون أو غافلون أو متحجرون أو متخلفون أو…
فلا يرى ضرورة لمحاولة فهم الآخرين ويستغرب عدم اقتناعهم برأيه
ولا يعرف بأنّ ما هو عليه يسمى تعصباً
وأنّ التعصّب وليد الجهل والتقوقع على الذات وقصر النظر
وأنّ العقل ينكمش بوجود التعصّب ويتقلّص معه الفكر
ويختزل التفكير في إعادة ترتيب المعتقدات وتلوينها وتزيينها بطرق مختلفة
وذلك لإخفاء آثار التعصب الواضحة لتتواكب مع العصر
وتزيد من احتمالات قبول الآخرين لتلك الأفكار
ولو فكّر بتجرّد لوجد أنّ تعصّبه هو نتاج عدم ثقته بنفسه وضعف مرونته
فيبني من تعصّبه واقعاً في خياله يتقوقع فيه على نفسه ويدور في فلكها
فيحرم نفسه من التواصل مع الآخرين واكتشاف أفكارهم ونمط تفكيرهم
خوفاً وحماية لتعصّبه من الانكشاف والسقوط والانهيار
فهو لم يستنتج أفكاره ومعتقداته بالمنطق
لذا هو على يقين بأنّها لا تستطيع أن تصمد بالمنطق أيضاً
لذلك يُؤثر الصراخ والعنف واحتقار الآخر عندما تواجه معتقداته أيّ تحدّي
وهي كلّها خطوات تُبعده عن رقيّه الإنساني
فضلاً عن أن يكون له دور في صناعة الإنسان.