سأله زائر غريب: لماذ تصبع وجهك وجسدك وتضع كل هذه الأوراق والأغصان على رأسك؟
فأجابه باستغراب: وهل تريدني أن أبقى عاريًا وأكون فريسة لحيوان أو إنسان؟ فأنا أتخفى وراء هذه الأصباغ والأوراق لأوهم من يراني بأنّي جزء من الطبيعة فأكون بذلك آمنًا.
تاريخ الإنسان حافل بمحاولات لطرق مختلفة قام بها لحماية نفسه من الأخطار الوهمية منها والحقيقية، ويرى ذلك عملًا بديهيًا لابد منه. ولكنّ ذات الإنسان أيضًا وعلى مر التاريخ، تجاهل الخطر الذي يداهمه من داخل نفسه والذي يرمي به من تهلكة لأخرى ويسلب منه السلام وفرص السمو.
فمن الحكمة أن تفكر وتخلق نظامًا لحماية نفسك من نفسك بموازاة أي نظام حماية تضعه لحماية نفسك من المخاطر الخارجية المحتملة. فتساعد بذلك نفسك كي لا تقع فريسة الاحباط والكره واليأس والتوتر والعجز والتعصب.
فلا تسمح ليومك أن ينقصي قبل أن تجيب على سؤال: ما أجمل ما يمكنني فعله اليوم ليتغلغل شعاع من شمس الإيمان إلى قلبي، فيقتل شيئًا من الطفيليات العالقة في نفسي ليطهرها ويساعدها على السمو؟.🌷