كانوا معًا في رحلة تخييم في صحراء.
فقال أحدهم وهو يتأمل السماء مبتسمًا وعيناه تلمع من الشوق وكأنّه ينظر للنجوم لأول مرّه: ما أروع هذه النجوم وما أجمل ضيائها. انتعش قلبي لرؤيتها، وألهمتني فكرة جميلة.
فرد عليه أحدهم: في الحقيقة هذا الضوء ليس صادرًا من النجم الآن، فهو يصف مكان النجم وهيئته قبل آلاف السنين إذ يستغرق ضوء النجم سنوات ضوئية طويلة حتى يصل إلى الأرض. فما رأيته يا صديقي ليس هو حقيقة النجوم الآن.
فخبت انتعاش صاحبة وانطفأ بريق عينيه، وقال لرفيقه بلطف: كنت في عالم جميل يا صديقي أتأمل وأُلهَم واستمتع بما رزقني الله من رؤية السماء في هذه الليلة. فلو قلت لي بأنّ تلك النجوم ارسلَت ضوءًا منذ آلاف السنين ليصلك اليوم فتُلهَم وتنتعش، تكون قلت لي معلوماتك العلمية وفي ذات الوقت أبقيت على انتعاشي حاضرًا وشغفي متقدًا.
تأكد من أنّك لا تصب ماءً باردًا بكلماتك على قلب شخص انتعش لما يمنح حياة صاحبه تأملًا وروحًا.
فديدن الأخيار هو إضافة حرارة للحياة وليس برودًا لها.🌷