يعرف هو ومعه المقربون منه بأنّه يريد أن ينجز أمورًا كثيرة ولكنّه لا يفعل. وهو يحلف بالله لكل من يلومه بأنّ نواياه صادقة، ولكن دائمًا هناك ظرف ما يحول دون الإنجاز.
وفي ليلة، وقبل أن ينام، عاهد نفسه بأن يتصل بخاله غدُا يسأل عن حاله. فبعض عائلته قد أصيبوا بفيروس كورونا. تحمّس جدًا لفكرته الخيرة التي طمأنته بأنّه أصيل يقوم بواجب صلة الرحم.
بدأ يومه وانشغل. وكلما تذكر، وعد نفسه بأن ينتهي مما في يديه ويتصل. ومع آخر نداء في نهاية اليوم، وعد نفسه بيوم غد.
وأصبح يوم غد، واليوم الذي يليه… والحال كما هو.
وكما كل مرة، انزعج وتحسّر. وقرّر أن يفي بوعده لنفسه في المرات القادمة.
ولكن…
لماذا أصبحت مرّات التذكّر متباعدة فاترة باهتة؟
هل لأنّ ذهنه يعلم بأن لا مجيب لها؟
ربّما…
ولكن، هل انتهى ذلك هنا؟
لا..
فحين وعد نفسه بكل حماس في اليوم الذي يليه بأن يشرب قنينة ماء صغيرة صباحًا لمدة اسبوع لتفادي مشكلة صحية، شعر بثقل ذلك على قلبه مع سهولته الفائقة بالنسبة له.
ونعم… أصبح نداء التذكير أكثر تباعدًا وفتورّا وبهتًا.
وانتهى الاسبوع، ولم يفلح فيما وعد نفسه.
احترم وعودك لنفسك ليتبرمج اللاوعي لديك على احترام كلمتك ومساعدتك على تثبيتها على أرض الواقع. فحينها فقط يمكن لذهنك أن يساندك لتحقيق أي تطور تنشد.🌹