لو سألك أحدهم: هل أنت ممن تشملهم الآيات الكريمة من سورة المطففين: “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ،الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُون”؟
لربّما استنكرت سؤاله وانزعجت منه. فأنت إنسان شريف أولًا، ومع ذلك كيف يمكن أن تكون مطففًا وأنت لا تكيل للناس شيئّا؟. وإن كنت كذلك, فأنت تزد لهم ولا تنتقص . فبالتأكيد هذه الآيات لا تشملك.
ولكن ربّما تأملت الآيات بتدبر تستلهم منها جمالًا لقلبك. فتنظر لكل ما يصدر منك تجاه الآخر من كلام وفعل، بل وحتى أحكام وظنون. وحديث عنه في حضوره أو غيابه وتقيمه.
كنا ولك أن تأخذ ذلك وتعكسه على مجموعة من الناس او عرق معين أو شعب ما. فهل يمكنك حينها أن تقول لنفسك بأنّك لم تكن من المطففين في حق أحدهم؟
فتأثيرات التطفيف على القلب التي تشير إليها الآيات الكريمة لذات السورة شديدة جدّا. فهي تقول: “كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ، المطففين ۱۴-۱۵”.
فهو يصدأ القلب ويتسبب في أن يكون ذات القلب حجابّا يحجب صاحبه عن الله، وهذا هو الخسران المبين.
فهناك أمور تبدو اعتيادية لتعودنا عليها، أو تبدو أنّها خاطئة ولكنّها خاطئة بنسبة قليلة حسب تقديرنا ، ومع ذلك فتراكمها يحوّل القلب لحجاب بدلّا من أن يكون مكانّا لله.
والجميل أنّ إنصاف الآخرين ومنحهم حقوقهم يعطي النفس هدوءًا وسلامًا قبل أن يمنح الآخر إنصافًا وعدلًا. فانتبه لصفاء قلبك اليوم ولا تطفف في شئ. فلا تدري إن كنت ستوفق في إزالة ذلك الصدأ عن قلبك أصلا قبل أن يتحول حجابّا.🌹